الثلاثاء، 30 يوليو 2013


(2)  تجربه سينمائية 



بعد عام 1960 بعد ما أكمل أحمد قاسم دراسته وعاد إلى عدن ليدرس على تعليم الموسيقى تجددت عودته إلى القاهرة عام 1962بعد فشل حبه من «كرستينا» الانجليزية وقرر تسجيل أغانيه في استيديوهات مصر ، وتولدت لديه الرغبة أن يمثل دور البطولة في فلم مصري من إنتاجه يشرح تجربته الفاشلة في الحب فأخبر بذلك الفنان توفيق الدقن الذي ساعده في التعرف على المخرج عادل صادق . في 1965م قام بدور البطولة في الفلم العربي «حبي في القاهرة»

الـــــبحـــت عــــــــن مـــخرج لـلفــيلم :

فحينما سافر احمد قاسم مع صديقه أنور حامد إلى القاهرة من أجل انتاج فيلم سينمائي هناك ودار احمد ولف انور على كل استديوهات القاهرة ليتعرفا على هذا المجال الجديد الذي يخوضانه لأول مرة وهو مجال العمل السينمائي فهذه أول تجربة يجربها عدنيان في تاريخ عدن كلها ويطرقان باباً جديداً عليهما.

فتجارة السينما تختلف عن تجارة الخضروات واللحوم والملابس لانها تجارة .. وقبل ان تكون تجارة فالأدب والفكر والفن هم اساسها الأول.

وحفيت أقدامهما من اللف والدوران وبينما كانا يشاهدان فيلماً سينمائياً في التلفزيون.. وكان الفيلم مدته ساعة وكان فيلماً رائعاً سواء في اخراجه او تمثيله وقفز على الشاشة اسم مخرج الفيلم عادل صادق ودار حوار بين احمد وأنور عن هذا المخرج.. وتساءلا.. لماذا لا يكون عادل هو مخرج فيلمنا.

وفعلاً اتصلا بعادل وحددا معه موعداً واجتمع الثلاثة او الفرسان الثلاثة.

المنتج .. والمخرج.. والبطل ووجدوا في عادل نفساً شفافة.. وروحاً عالية ولم يتناقشوا في الأمور المالية وانما تناقشوا جميعاً في أسلوب العمل الفني.

ولكن أين القصة؟

ولحسن الحظ كان عادل يحتفظ عنده بقصة اراد ان يخرجها للسينما فعرضها عادل وكانت القصة مناسبة تماماً ولكن أيضاً من بطلة الفيلم؟!

ودار حوار طويل بين الثلاثة حول بطلة الفيلم فاستعرضوا كل نجوم السينما المصرية ابتداءً من سعاد حسني حتى رفيعة هانم!

هل.. هي سعاد حسني

ويرد المخرج لا الدور لا يناسبها.

إذن هل هي ماجدة.

فيرد احمد دمها ثقيل!

فلتكن سميرة احمد.

فيرد انور سنها أكبر من الدور

إذن فلتكن فاتن حمامة؟

ولكن فاتن حمامة اجرها كبير بل انه أكبر اجر في السينما المصرية وهو ستة آلاف جنيه ومواردنا محدودة!

وتاه الجميع وشردوا.. وفجأة نطق احمد باسم زيزي البدراوي.

وقفز عادل من مكانه وصرخ هي زيزي.. هي بعينها لقد وجدتها!

وحضرت زيزي وكانت ترتدي ثوباً أسود يظهر لون جلدها وتعانق مع لون بشرتها وهو لون النبيد المخلوط باللبن وشعرها الأسود كأنه شلال اسود وعيناها قطعة من جزر هاواي معلقة في السماء.

ووقف الفرسان الثلاثة أمامها مبهوتين مفتونين بجمالها!

احمد قاسم يشد شعره ويردد ياهوه.

انور يقول .. يانور النبي..

عادل أصبح صنماً لا شعور ولا احساس اللهم الا نظرة بلهاء استقرت على وجهه ويقطع انور الصمت المفاجئ وغمز يقول:

ياعيباه!

وحينئذ انطلق احمد يغني بصوته العذب أغنية ياعيباه وتراقص الجميع مع الأغنية وكانت رقصة الفالس!

ورحبوا جميعاً بزيزي.. فقال لها احمد:

لاول مرة أرى كليوباترة أمامي بلحمها ودمها.

فشكرته زيزي على تحيته الرقيقة، ولكن احمد يتمادى أنت يازيزي كالاسترليني أنت العملة الصعبة وكل الممثلات بجوارك ملاليم.

وجلس الجميع وبدأ حوار مثير! وكانت بداية الحوار أكثر اثارة فقد اشترطت زيزي شرطاً اساسياً فقال لها احمد كل شروطك موافق عليها مقدماً!

قالت: شرطي هو ان لا يقبلني بطل الفيلم.

وهنا كان عادل الذي يدق قلبه دقات عنيفة يقفز من على مقعده وأعلن طبعاً لن يكون هناك قبلات في الفيلم، الفيلم كله احتشام وأدب.

فيرد احمد في حيرة وقد خابت آماله ولكن لماذا ترفضين القبلات يازيزي اليست كلها تمثيل في تمثيل؟

فيقاطعه عادل لا يا استاذ مهما كانت القبلات تمثيل إلا أن لها رد فعل!

واستسلم احمد للشروط بعد ان ابتسمت له ابتسامة رقيقة بينما سكت انور حامد والتزم الصمت كما هي عادته وكانوا يسمونه
( الصامت)

واتفقوا جميعاً على التصوير!

دخل أحمد قاسم مجال التمثيل وقام بتسجيل اول فيلم سينمائي يمني مصري من انتاجه وصديقه أنور حامد عام 1963 م، وحمل الفيلم اسم "حبي في القاهرة" وعرض عام 1965 م، قصة وسيناريو وحوار عادل صادق، سيد أبو العينين وإخراج عادل صادق، شاركه في أدوار البطولة كوكبة من ألمع نجوم السينما المصرية في خمسينات وستينات القرن الماضي أبرزهم من كبار الشاشه :

 محمود المليجي،




توفيق الذقن، عبدالمنعم إبراهيم.. وآخرون وتقاسم البطولة (أحمد قاسم)


مع النجمة الصاعدة حينها زيزي البدراوي، 



الفيلم حقق نجاحـا بشهادة المتخصصين، بالإضافة إلى السبق الريادي السينمائي والفني، وشهد بل ووثق بالصوت والصورة (العبقرية القاسمية) حكايتها بكل تفاصيلها وخصائصها الإبداعية والإنسانية : الموهبة، الطموح، المعاناة، التفوق العلمي، الإصرار، الجرأة والنجاح، ورغم تلك (النجاحات الباهرة) التي حصدها وحققها في تجربته الأولى بدرجة امتياز لم (ينجُ) الفنان أحمد قاسم من (حزب أعداء النجاح) فحكموا عليه قبل مشاهدتهم فيلمه الغنائي الوليد (بالفشل) لكن الحقيقة أنه كان برؤيته وموهبته وإبداعه سابقـا عصره وزمانه فلم يلتفت إليهم.

نستطيع القول إن من أهم ما شد انتباه الجماهير اليمنية والعربية (قصة الفيلم) التي جسدت ببراعة وحنكة (شخصية الفنان العدني)، أحمد قاسم واعتزازه بأرضه ووطنه في مجمل أحداث الحكاية.

وبالطبع الأغنيات الخالدات : عذبيني، مش مصدق، يا عيباه، مش عيب عليك، مستحيل، أنت ولا أحد سواك.. وغيرها التي اختارها بعناية فائقة فطرز من خلالها لقطات ومشاهد الفيلم ليجعل منها (قلادات مرصعة باللآلئ والجواهر النفيسة) فأسعدت وأمتعت مشاهدي فيلم (حبي في القاهرة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق